السبت، 18 أبريل 2015

علاقة الشيخ بن باديس بالتصوف وبالشيخ العلاوي المستغانمي تحديدا...... بقلم الدكتور فرعون حمو


ــــــ علاقة الشيخ بن باديس بالتصوف وبالشيخ العلاوي المستغانمي تحديدا... 
ــــ ليس صحيحا ما يشيـــــــعه بعض الجهلة ....ممــن لا علم لهم بالتاريخ .... أن الشيخ العلامة عبد الحميد ابن باديس رحمة الله عليه لم تكن له علاقة جيدة مع التصوف وأهله...ومع الشيخ احمد بن مصطفى بن عليوة المستغانمي تحديدا....وافتعال الخصام بين الرجليين فريـــــــة عظيمة....يكذبها التاريخ....بل.....ويكذبها الشيخ بن باديس نفســــــــــــــه ...الذي كتب في "أثــــــــاره" ومذكراته وسجل فيها كل زياراته الكثيرة والمتكررة للزوايا ولشيوخ الزوايا ....في مختلف مناطق الوطن الجزائري......
ـــ ففي كتاب " آثاَرُ ابْنُ بَادِيسَ " الذي ألفه الشيخ عبد الحميد محمد بن باديس الصنهاجي (المتوفى: 1359هـ) والذي حققه الدكتور عمار طالبي، ونشرته دار ومكتبة الشركة الجزائرية في طبعتها الأولى (عام 1388هـ - 1968 ميلادية )، بمجلداته الأربع.....ذكر الشيخ بن باديس تفاصيل لقاءاته مع مشايخ التصوف وأشاد بهم وبدورهم ....ودور زواياهم في تربية المسلمين وتوجيههم.... 
ــــ وواضح جــــــدا من كلام الشيخ بن باديس وشهادته أنه كان مؤدبا ...غاية الأدب والتبجيل والتقدير مــــع هؤلاء المشايخ ......و على سبيل المثال لا الحصر.....أذكر هنا زيارة الشيخ بن باديس التاريخية للزاوية العلوية بمستغانم ولقائه الودي مع شيخ زاويتها الشيخ أحمد بن عليوة رحمه الله تعالى... في غرة رجب 1350هـ - نوفمبر 1931م....
ـــــ والملاحظ أن الشيخ بن باديس كان يصر على وصف شيخ الزاوية العلوية بــــــــــ" سماحة الشيخ سيــــــــــدي أحمد بن عليوة "........كما لم يخفي الشيخ بن باديس إعجابــــه بفضـــــل الشيخ العلوي وأدابـــــه ....وسجل تقديــــره لــــه ......
ـــــــ واترك القارئ الكريم يتأمل كلمات الشيخ ابن باديس فقي كلمات الشيخ ما يقطع ألسنــــــة الجهل والفتنة بين المسلمين........
جاء في الكتاب في المجلد الرابع وفي الصفحة 311 ،312،313) :-
ــــ " .....مستغانم: قصدنا من المحطة إلى مسجد الأخ الشيخ بلقاسم ابن حلوش لما بيننا من سابق المعرفة بالمكاتبة وروابط المودة المتأكدة ولأن ابنه الشيخ مصطفى أحد مريدينا ومن أعزهم علينا فتلقيانا بالحفاوة والسرور الزائدين وأنزلنا على الرحب والسعة ومن غده دعا للعشاء معنا أعيان البلد منهم فضيلة الشيخ المفتي سيدي عبد القادر بن قارة مصطفى وسماحة الشيخ سيـــــدي أحمـد بن عليـــوة شيخ الطريقة المشهورة وكان هذا أول تعرفنا بحضرتهما فكان اجتماعاً حافلاً بعدد كثير من الناس، ولما انتهينا من العشاء ألقيت موعظة في المحبة والأخوة ولزوم التعاون والتفاهم على أساسهما وأن لا نجعل القليل مما نختلف فيه سبباً في قطع الكثير مما نتفق عليه، وأن الإختلاف بين العقلاء لا بد أن يكون ولكن الضار والممنوع المنع البات هو أن يؤدينا ذلك الاختلاف إلى الافتراق وذكرنا الدواء الذي يقلل من الاختلاف ويعصم من الافتراق وهم تحكيم الصريح من كتاب الله والصحيح من سنة رسوله - صلى الله عليه وآله وسلم-. فاستحسن الشيوخ الحاضرون ذلك وحل من الجميع محل القبول، والحق يقال أن أغلب الناس ممن رأينا صاروا يشعرون بألم الافتراق وينفرون منه ويصغون إلى دعوة الوفاق والتحاب، وما افترق المجلس حتى دعانا الشيخ سيـــــــدي أحمد بن عليوة إلى العشاء عنده والشيخ الحاج الأعرج بن الأحول شيخ الطريقة القادرية إلى الغداء فلبينا دعوتهما شاكرين، فكانت حفلة الغداء في دار الشيخ سيدي الحاج الأعرج ثم كانت حفلة العشاء عند الشيخ سيـــــــدي أحمد بن عليوة حضرها من أعيان البلد ومن تلامذة الشيخ ما يناهز المائة وبالغ الشيخ في الحفاوة والإكرام وقام على خدمة ضيوفه بنفسه فملأ القلوب والعيون وأطلق الألسنة بالشكر، وبعد العشاء قرأ القارىء آيات، ثم أخذ تلامذة الشيخ في إنشاد قصائد من كلام الشيخ ابن الفارض بأصوات حسنة ترنحت لها الأجساد، ودارت في أثناء ذلك مذاكرات أدبية في معاني بعض الأبيات زادت المجلس رونقا. ومما شاهدتــــــه من أدب الشيـــــخ مضيفنا وأعجبت به أنه لم يتعــــــرض أصــــــــلاً لمسألة من محل الخلاف يوجب التعرض لها على أن أبدي رأيي وأدافع عنه فكانت محادثاتنا كلها في الكثير مما هو محل اتفاق دون القليل الذي هو محل خلاف. لكن السيد أحمد بن اسماعيل صاحب مخازن الاتاي- وكان جالسا على شمالي في المجلس- شاء أن يخرق هذا السياج ويدخل في موضوع ليس حضرته- وله الاحترام- من أهل الكلام فيه فقال: "هؤلاء المفسدون الذين يسمون أنفسهم مصلحين ينكرون الولاية" فرأيت في وجه الشــــيخ أحمـــــد بن عليوة الإنـــــــــكار لهذا الكلام الخارج عن الدائرة ووجدت نفسي مضطراً للبيان فقلت له: "إسمع يا سيد أحمد الولاية الشرعية قد جاءت فيها آية صريحة قرآنية" وتلوت له قوله تعالى: {إِنَّ أَوْلِيَاءَ اللَّهِ} الآية وتكلمت على شيء من معناها فمن أنكر هذه الولاية. فلفظة مفسد قليل في حقه وحقه أن يقال فيه ملحد. وأما لفظة مصلح فهي أعلى من هذا وأشرف من هذا كله، وأن المسألة ليست هنا وإنما المهم هو أن جميع علماء الإسلام من المفسرين والمحدثين والفقهاء والمتكلمين وشيوخ الزهد المتقدمين تتسع صدورهم لأن يؤخذ من كلامهم ويرد إلا العامة المنتمين إلى التصوف فإنهم يأبون كل الإباء أن يسمعوا كلمة نقد أو رد في أحد من الشيوخ مع أن غير المعصوم معرض للخطأ دائما في قوله وأفعاله فكأنهم بهذا يعتقدون فيهم العصمة. وقد سئل إمام الطائفة الجنيد: أويزني الولي؟ فأطرق ثم قال: {وَكَانَ أَمْرُ اللَّهِ قَدَرًا مَقْدُورًا} فهذا يدلنا على ما كان عليه شيوخ الزهد من تعليم الناس بأنهم غير معصومين دفعاً لغلو الغالين وعلى أن فكرة العصمة أو ما يقرب منها موجودة في الأذهان وهي مثار مثل هذا السؤال، فلو أن إخواننا المنتمين للتصوف قبلوا أن يوزن كلام الشيوخ بميزان الكتاب والسنة مثل غيرهم من علماء الإسلام ورضوا بالرجوع الحقيقي لقوله تعالى: {فَإِنْ تَنَازَعْتُمْ فِي شَيْءٍ فَرُدُّوهُ إِلَى اللَّهِ وَالرَّسُولِ إِنْ كُنْتُمْ تُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الْآخِرِ ذَلِكَ خَيْرٌ وَأَحْسَنُ تَأْوِيلًا} لبطل الخلاف أو قل" فرضي أهل المجلس هذا الكلام وسكت السيد أحمد بن اسماعيل وقال الشيخ سيــــــــدي أحمــــد هذا مما لا يخالف فيه أحد فقلت له مثلكم من يقول هذا وتكلم الشيخ المفتي بما فيه تأييد لما قلناه ثم عاد المجلس إلى الإنشاد والمذاكرات الأدبية حتى انتهت السهرة وانصرف المدعون ونحن من جملتهم شاكــــرين فضل حضــــرة الشيـــــخ وأدبـــــه ولطفـــــــه وعنايتـــــــــه كما شكرنا أدب تلامذتــــه وعنايتهم بضيوف أستاذهم وخصوصا الشيخ عده ابن تونس تلميذ الشيخ الخاص.
أهــــل مستغانــــم أهـــل ذكـــاء وحســـن نيــــــة وإقبــــال على العلم والشيخ مصطفى بن حلوش قائم في مسجده بالتعليم والإرشاد للعامة بدروس ليلية وساع في تحصيل رخصة من الحكومة لتعليم الصغار. وقد أضافنا فيها الشيخ ابن حلوش أبو مثوانا والشيخ الحاج بن الأعرج والشيــــخ أحمد بن علــــيوة والسيد الجيلاني التدلوتي عائلة دين وفضل وعمل، ولو اتسعت المدة لكنا تشرفنا بكثير غيرهم منهم صاحب الفضيل

هناك 5 تعليقات:

  1. شكرا جزيلا لكم سيدي فقد كنت في حيرة من أمري ...لكن ما شأن قضية اغتياله من طرف الزاوية العلوية؟ هل هي صحيحة

    ردحذف
    الردود
    1. عليك بقراءة كتاب صراع بين السنة و البدعة للشيخ أحمد حماني فصل في القضية و تكلم في اثار ابن عليوة و عقيدته من كتاباته ؛ ابن عليوة حلولي اتحادي لا جدال في ذلك من كتاباته

      حذف
  2. أسأل الله أن يهديك إلى الحق، ابن باديس وابن عليوة يؤخذ منهما الحق الذي معهما ويرد خطؤهما وهم بشر يصيبون ويخطؤون.
    الشيخ ابن باديس لم ينكر على الشيخ في بيته وبلده حكمة، ولكن أنكر عليه إنكارا شديدا.
    وكذلك أنكر عليه خليفته البشير الإبراهيمي ورد على كتابه.
    فكلام العلماء ينظر في جميعه لا أن يؤخذ بعض القول ويترك بعض القول.
    ففي أقوالهم الإجمال والتفصيل.
    أسأل الله العلي القدير أن يهدينا للتمسك بكتاب ربنا وسنة نبينا محمد صلى الله عليه وسلم.

    ردحذف
  3. http://www.tasfiatarbia.org/vb/showthread.php?t=217

    ردحذف
  4. هل صحيح أن الإستعمال الفرنسي هو الذي أوقع بين الشيخين ومادليل ذلك ،ربي يحفظكم ويبارك فيكم

    ردحذف

في النقاش حول ابن باريس.. بقلم نوري ادريس

ثمة موقفين لا تاريخيين  من ابن باديس:  الموقف الاول, يتبناه بشكل عام البربريست واللائكيين,  ويتعلق بموضوع الهوية. "يعادي" هذا التي...